البرتغال تستقبل 1500 لاجئ خلال 3 أعوام ضمن برنامج اعادة التوطين
استقبلت البرتغال بين عامي 2015 و2017 ما يزيد عن 1500 لاجئ، وذلك ضمن برنامج يسمى اعادة التوطين من أجل مواجهة التراجع الكبير الذي تعانيه في عدد سكانها وكذلك حتى تظهر كدولة إنسانية.
ومن بين اللاجئين الذين استقبلتهم البرتغال عائلة سورية مكونة من زوج يدعى محمد الحداد وزوجته هنادي وأربع أبناء، كانت محطة لجوئهم الأول عقب مغادرتهم سوريا في عام 2013 هي مصر حيث عاشوا في شقة بالقاهرة وقضوا فيها 4 سنوات، وخلال فترة مكوثهم بالقاهرة قرر محمد التوجه لمفوضية الأمم المتحدة الخاصة بشئون اللاجئين للاستفادة من برنامجها الخاص باعادة التوطين.
يهدف برنامج اعادة التوطين إلى نقل اللاجئين من البلد الأولى التي استضافتهم إلى دولة أخرى تريد استضافتهم، ومنحهم الاقامة الدائمة. وفقا للإحصاءات الصادرة عن مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة في عام 2013 فإن عدد اللاجئين السوريين بمدن مصر وصل في عام 2013 لما يزيد عن 120 ألف شخص، هذا كما قالت المنظمة أيضا في عام 2014 بأن مصر تستمر في دورها كدولة عبور للاجئين السوريين، وإعادة توطينهم لها الأولوية.
واستغرقت عملية اعادة توطين عائلة الحداد قرابة العامين، وتقول هنادي بأن إبنها الأكبر لم يتمكن من العيش بمصر، لذلك توجه للبرازيل؛ حيث أنها دولة لا تطلب من السوريين تأشيرات، في حين كان محمد رب الأسرة يفضل أن يذهب لألمانيا لكثرة معارفه بها، إلا أن القرار لم يكن بيده.
وصلت عائلة الحداد للبرتغال في عام 2017 واستقبلتهم جمعية
ADFP،
ونقلتهم لبلدة ميراندا دو كورفو التي تبعد 200 كم عن شمال لشبونة، واستأجرت الجمعية شقة للعائلة لمدة 18 شهر.
ويقول أفراد العائلة بأن إخراج بطاقة اقامتهم لم يستغرق الكثير؛ حيث تلقوها بسرعة كبيرة، ونجح أفرادها في تعلم اللغة البرتغالية، وأكمل ابنهم البالغ من العمر 23 عام دراسته بجامعة في كويمبرا، بالنسبة لرب الأسرة محمد فقد واجه صعوبة في الحصول على عمل، إلا أنه بدأ خلال شهر من قدومه للبرتغال تدريب مهني بمجال السكرتارية بالجمعية التي استقبلتهم أثناء دخولهم للبرتغال، ويتقاضى محمد مبلغ نقدي أثناء فترة تدريبه، في حين تشرف زوجته على مركز الأطفال بالجمعية تطوعيا.
وفي عام 2016 تكفلت الجمعية البرتغالية بأسرة الشاب الكردي فوزي رشيد البالغ من العمر 32 عاما الذي قدم للبرتغال مع زوجته، وزادت أسرته بإنجاب زوجته طفلة بالبرتغال، وخاض فوزي رحلة طويلة؛ حيث فر بأول الأمر لتركيا، ثم استقل زورق متجها لليونان؛ حيث كان يبحث عن بلد لا يموت فيه على حد قوله، وخلال فترة مكوثه بمخيم اللاجئين باليونان تلقى عرض من البرتغال للاستفادة من برنامجها لاعادة التوطين ووافق هو وزوجته على الفور.
واستقبلتهم الجمعية بمركز استقبال كبير تقوم بادارته يبعد عدة كيلو مترات عن بلدة ميراندا دو كورفو، ونقلوا بعد ذلك لشقة خاصة بهم في مركز البلدة، ولم يواجه فوزي أي صعوبة في الاعتماد على نفسه، ومساعدة أسرته حتى بعد توقف المساعدات بعد 18 شهر من قدومه للبرتغال. سرعان ما اجتاز فوزي الدورة التدريبية التي نظمتها الجمعية، وبدأ العمل بمقرها في قسم المستودعات، وآلات صناعة القهوة؛ حيث أصبح المسئول عنه، كما يحاول اغتنام الفرص للتحدث باللغة البرتغالية مع كافة الأشخاص حتى يتمكن من إتقان اللغة.
0 Comments